أوروبا تستهدف مسؤولين سوريين
بروكسل، دمشق: أ ف ب 2011-05-07 5:14 AM
دخلت الأزمة السورية أمس فصلا جديدا مع اتفاق دول الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات على 14 من مسؤولي النظام السوري، تشمل تجميد أرصدة وعدم منح تأشيرات دخول لدول الاتحاد. واتفقت على "دراسة ضم أعلى مستويات القيادة إلى القائمة". وميدانيا خرج أمس آلاف المتظاهرين في مدن سورية في "جمعة التحدي"، التي شهدت مواجهات سقط فيها قتلى.
اتفقت دول الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات على 14 من مسؤولي النظام السوري ليس بينهم حتى الآن الرئيس بشار الأسد. وأوضح دبلوماسي أوروبي أن هذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه على مستوى سفراء دول الاتحاد في بروكسل أمس، والذي يتعين أن تصدق عليه الحكومات رسميا، يفتح الطريق أمام تنفيذ حزمة أولى من العقوبات على النظام السوري. وتتمثل العقوبات المحددة الموقعة على أعضاء النظام السوري الـ14 في تجميد أرصدة وعدم منح تأشيرات دخول لدول الاتحاد. إلا أن الدول اتفقت أيضا على "العمل دون إبطاء على اتخاذ إجراءات مقيدة إضافية ضد المسؤولين عن القمع العنيف للمدنيين ولا سيما دراسة ضم أعلى مستويات القيادة السورية إلى القائمة". وتطالب فرنسا بفرض عقوبات محددة على الرئيس السوري.
وفي غضون ذلك قتل نحو ستة أشخاص وجرح آخرين حالة بعضهم حرجة عندما أطلق رجال الأمن النار عليهم أثناء تفريق تظاهرة في حمص أمس، فيما اعتقلت قوات الأمن المعارض البارز رياض سيف. وخرج آلاف المتظاهرين في مدن سورية إثر دعوة أطلقها معارضو النظام السوري رغم قرار الداخلية حظر التظاهر "تحت أي عنوان كان" واستمرار الحصار على العديد من المدن والاعتقالات الواسعة. وذكر الناشط الحقوقي نجاتي طيارة أن "قوات الأمن استخدمت النار لتفريق المتظاهرين ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى".
وتأتي هذه المظاهرات بعد أن "دخلت عدة دبابات مدينة حمص وتمركزت في عدة أمكنة بمركز المدينة". ودعت الأجهزة الأمنية عبر مكبرات صوت علقتها على شاحنات صغيرة، الذين شاركوا في التظاهرات إلى التوجه إلى مقاسم الشرطة في أحيائهم وتسليم أنفسهم إن "لم يكونوا يريدون أن يتم القبض عليهم ومعاقبتهم". كما أجبرت السلطات أصحاب المحال التجارية المفتوحة على إغلاق محالهم والعودة إلى منازلهم كما دعت السكان إلى عدم الخروج.
واعتقلت الأجهزة الأمنية أمس رياض سيف أحد أبرز شخصيات المعارضة السورية. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن "الأجهزة الأمنية اعتقلت رياض سيف بعد صلاة الجمعة في محيط جامع الحسن في حي الميدان" الواقع في مركز دمشق. ورياض سيف (65 عاما) ينتمي إلى مجموعة من 12 معارضا وقعوا على "إعلان دمشق" الذي يدعو إلى تغيير ديمقراطي في سورية. وشهدت عدة مدن سورية تظاهرات في "جمعة التحدي" أمس, ففي ريف دمشق، تظاهر الآلاف في بلدة سقبا التي شهدت المطالبة بالإفراج عن المعتقلين وهتفوا بشعارات مناهضة للنظام. وفي شمال شرق سورية تظاهر"نحو خمسة آلاف شخص في القامشلي هاتفين بشعارات تدعو إلى الوحدة الوطنية وتضامنية مع أهل درعا". كذلك خرج من ثلاثة آلاف شخص في منطقة عامودا رغم استدعاء الجهات الأمنية لعدة شخصيات للتوقيع على تعهدات بعدم التظاهر.
وفي بانياس تظاهر نحو خمسة آلاف شخص رغم تمركز عشرات الدبابات والمدرعات حول المدينة تمهيدا لمهاجمتها.
وعلى الأرض يستكمل الجيش السوري خروجه الذي بدأه أول من أمس من مدينة درعا. وقال اللواء رياض حداد مدير الإدارة السياسية في الجيش السوري أن "وحدات الجيش تتابع خروجها تدريجيا"، مشيرا إلى أن "الوحدات استمرت بالخروج خلال الليل من درعا".